ومن هذه البلدان التي قد أتى عليها التغير وهي تملك إمكانات التحسب والمراجعة والتحليل والانتقاء كما لديها الوضع الكاشف من أهداف التغيير، ولديها المرونة في اختيار الصالح وطرد الصالح، ولديها القدرة على الاتصال الموجب الفاعل الداعم للعلاقات التبادلية مع الأطراف المسؤولة عن صنع سياسات التغيير فتأثرت إيجاباً حيث اكتسابها القدرة على التصدي لعوامل التغيير فتأثرت إيجاباً حيث اكتسابها القدرة على التصدي لعوامل التغيير وميادينه، واكتسبت الحق في قبول أو رفض دواعي التغيير مع الوضع في الاعتبار أن التغيير حتمي ولا فكاك منه.إن إرادة التغيير المتوافق يملك زمامها مؤسسات المجتمع المختلفة، يأتي على رأسها المؤسسة التعليمية حيث تشتمل سياستها التعليمية على قضايا التطوير ومستجدات العصر من التقنية، وهذا يدعو إلى وقفة مراجعة لنظم التعليم القائمة لدينا في ضوء حركة الفكر التربوي المعتمد على منهجية البحث العلمي الميداني والمقارن واستطلاع آراء المفكرين والاختصاصيين وكم هم أكثر إدراكاً ووعياً بإستراتيجيات التعلم وسياساته ومناهجه وبرامجه ونتطلع لسماع رأيهم في هذا المجال، وهم أكثر إلماماً بمصادر اشتقاق السياسة التعليمية وموجباتها وبما يحقق تكامل الأهداف التربوية مع الأهداف السياسية والاجتماعية.
هذا التكامل هو محور أساسي في إستراتيجية تطور وإصلاح وتجويد التعليم التي تبنى على أيديولوجيا السياسة وعلى أهداف وسياسة منظومة التعليم وعلى المشاركة الجماعية في صياغة الأهداف التربوية حتى لا يكون ثمة تعثر في إمكانات بلوغ التطور المنشود في العملية التربوية ووضع المعالجات المناسبة لها سواء في المجال الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو التكاملي أو موجبات الحراك الاجتماعي الأفقي والرأسي.
مرة أخرى آمل أن يطلع علينا المختصون في العملية التربوية بآرائهم في عملية التطوير والتجديد التعليمي وعوامل الإصلاح لمواكبة التغييرات التي فرضتها العولمة.
وإذا كان التعليم مسؤولاً من عملية التغير الاجتماعي والتصدي لمشكلاته؛ فالإعلام له نفس المسؤولية؛ حيث يشارك في صنع الرأي العام وتشكيل الاتجاهات ودعم المسلكيات السوقية والمرغوب فيها من قبل أعضاء المجتمع والتي تتوافق مع مذهبيته ومعاييره ومع النظام الأخلاقي السائد مما ينعكس أثره في عمليات التطوير وفي اتجاهات سياساته.
والرأي لدينا أن الإعلام لن يقوم بدوره في صنع الوعي الثقافي إلا إذا كانت برامجه ذات هدف واضح ممكنة التحقق، ومعبرة عن واقع المجتمع وطموحاته في التغيير والتطوير وترشيد الإمكانات المتاحة لاجتياز مرحلة من مراحل التطور، هذا لأن الإعلام يرتبط بكل الخصائص التربوية المعنوية منها والسلوكية مثل العقيدة الدينية والتقاليد في التراث التاريخي والقيمي، والأمن القومي.. وغيرها من خصائص هي بمثابة القوة الدافعة التي تساعد على إيجاد العلاقة الضرورية واللازمة بين العناصر المختلفة للنظام الإعلامي تلازماً مع الواقع الثقافي المعاصر الذي يسوقنا للقول إن قضية الإعلام التربوي قضية وطنية في المحل الأول تتعدى الأفراد والاتجاهات المذهبية الفكرية واختلافاتها.
والإعلام التربوي الذي نشير إليه هو المسؤول -مع المؤسسة التعليمية- في تشكيل الوعي ودعم الإرادة وتوجيه الفكر.
من هذا المنطق يستقر لدى الرأي العام والضمير الوطني أن الإعلام مسؤول عن تحويل الوعي إلى سلوك يساهم في تحقيق استقرار المجتمع واستقراره وتوجيهه لتجاوز الصعوبات التي تعترض طريقه وتعيق التنموي الشامل والمستدام.
إن الإعلام التربوي له دور كبير في التأكيد على هوية المجتمع الذاتية وأصالته الثقافية، وقيمه الحضارية ومساره التاريخي وعقيدته السياسية التي تنظم وتحرك قوى المجتمع صوب تحقيق أهدافه.
وبعد أن عرضنا دور المؤسسة التعليمية والإعلامية في امتلاك إرادة التغيير وتشكيل الوعي الإنساني بها وتبني قضايا التطوير ومستجدات العصر يبقى مؤسسة الضبط الاجتماعي والتنشئة الاجتماعية وهي موضوع المقال القادم إن شاء الله.
الثلاثاء مارس 12, 2019 11:00 am من طرف مراد
» مواد بناء وتشطيب من مصانع الصين لبيتك 008615011961687
الإثنين أغسطس 22, 2016 2:27 pm من طرف دليل الصين
» مواد بناء وتشطيب من مصانع الصين لبيتك 008615011961687
الإثنين أغسطس 22, 2016 2:26 pm من طرف دليل الصين
» أنواع الصحف الحائطية
السبت ديسمبر 12, 2015 9:47 pm من طرف على فتحى
» كيفية عمل صحيفة الحائط
السبت ديسمبر 12, 2015 9:44 pm من طرف على فتحى
» أنواع الصحف المدرسية
السبت ديسمبر 12, 2015 9:41 pm من طرف على فتحى
» كيفية إعداد صحيفة حائط متميزة
السبت ديسمبر 12, 2015 9:29 pm من طرف على فتحى
» نموذج اختبار كادر المعلم ( اعلام تربوى )
السبت ديسمبر 12, 2015 9:21 pm من طرف على فتحى
» الإعلام التربوي
السبت ديسمبر 12, 2015 9:18 pm من طرف على فتحى