الطفولة
تبدأ الحياة البشرية مع الطفولة، ودراسة الطفولة تحتل تسعة أعشار الدراسات النفسية، فما هي عناصر نمو الشخصية الأساسية خلال الطفولة؟
إن "فردية" الطفل تظهر منذ لحظة الميلاد، وبالتعامل مع التغيرات المعاكسة تظهر شخصيته، لا كتراكم كمي ولكن كعملية كيفية الطفل لا يستطيع البقاء وحده فهو لا يملك غرائز الحيوانات، لذلك فالعلاقة بينه وبين والديه مهمة للغاية. وهي تتجاوز الغاية بالمأكل والملبس إلى " الاتصال الإنساني". فلقد لوحظ أن أطفال الملاجئ أو الدور الحكومية الذين ينعمون بالغذاء والعناية بالملبس، لا يبتسمون كأطفال البيوت الذين يحظون بعناية أقل في الغذاء والكساء، ولكن لوحظ أنه حين تحمل الممرضة الطفل في الملجأ لفترات طويلة يبتسم. تنتقل إليه حرارة جسمها ويتوحد معها. إن عدم الاتصال الإنساني في تربية الطفل ينتج عنه مرض يسميه علماء النفس Hospitalism، واكتشاف أهمية الاتصال الإنساني يؤكد مقولة فيجوتسكي بأن الطفل كائن اجتماعي منذ ولادته.
وللطفل في الأسبوع السادس حركات للذراعين والقدمين وبسمات وأصوات بسيطة، تأخرها أو ضعفها يعني إصابة الطفل بالهوسبتاليزم. هذه الحركات والأصوات ترد لي ما يسمى بمركب النشاطية Activiration Complex، أو مركب القدرة على النشاط، وهذا المركب ليس رد فعل لحركات الآخرين، بل هو إرادي العمل، إذ يلاحظ أن حركات الطفل تزداد حين تقل حركات الكبار حوله وتقل حين تزداد حركتهم وأصواتهم.
بعد الآخرين، الوالدين أو غيرهما، هناك عنصر ثان في نمو شخصية الطفل، هو علاقته بلعبته. ولقد قال هيجل " إن أفضل ما يفعله الطفل بلعبته هو تحطيمها". والطفل ينتقل بعد ستة أشهر من محاولة إمساك اللعبة إلى محاولة التأمل فيها عندما يبلغ عاما من العمر.
وتشغل الطفولة المبكرة الأعوام حتى الثالثة، حيث يبدأ الطفل في الإدراك الذاتي Self Cognition ليس على طريقة الفلاسفة بالتأمل الداخلي، ولكن بالتعرف على الأشياء وتكرار حركات معينة لها دلالة. ويبدأ الطفل الصحيح بكسر اللعبة ليرى ما بداخلها، ويتعرف على محتويات البيت ويعتبرها ملكا له، وينتقل إلى عالم الإشارات واللغة والكلام فيدخل عالم العلاقات الإنسانية، وفي نهاية السنة الثالثة تبدأ أزمة أخرى جديدة إذ يتحول الطفل في ديكتاتور بعد أن يلاحظ ردود فعل الوالدين من سخط أو رضا، ويفعل دائما عكس ما يطلب منه. لكن هذه الأزمة الجديدة تمر بسهولة لأنها تذوب في نشاط جديد هو اللعب..
"اللعب " يردم الفجوة بين "ما يريد" الطفل و"ما يستطيع". الطفل الآن لا يريد اللعبة بل السيطرة عليها. يركب العربات ويقطع بها الرحلات داخل الغرفة فيخلق مساحة من النمو لقدراته وشخصيته معا باللعب.. وألعاب سن ما قبل المدرسة مهمة للغاية إذ بها يتعرف الطفل على الشرطي واللص والمدرس والطبيب فيكتسب معرفة بالعلاقات بين الأشخاص. فاللعب إذن ينمي الذاكرة والإدراك والإرادة. وهكذا حتى سن السابعة، سن المدرسة، حيث تظهر أزمة جديدة، فالطفل يريد مركزا جديدا في الحياة الاجتماعية، والطفل مشوق للغاية للمدرسة، مفتون بالزي الرسمي للتلاميذ لذلك يتحول اللعب إلى نشاط جديد هو التعليم. في المدرسة يفتقد الطفل التسامح العائلي. إنه الآن فرد بين أفراد في نظام صارم. المدرسة انتقال من حياة عائلية إلى مجتمع مدني. لذلك تمثل السنوات من 7 إلى 11 سنة مكانا مهما في تكوين شخصية الفرد، حيث يتم الانتقال من الإدراك الحسي إلى التفكير المجرد. الطفل يظهر هنا ككائن مفكر، إنه يتعلم أن يتعلم !. لكنه بعد هذه السنوات الأربع يجد المدرسة مملة روتينية، والحقيقة أنه يدخل في. مرحلة الهدوء الذي يسبق العاصفة. إنه ينتقل في مرحلة المراهقة..
================================
موقع الآعلام التربوى
ei4eg.yoo7.com
الثلاثاء مارس 12, 2019 11:00 am من طرف مراد
» مواد بناء وتشطيب من مصانع الصين لبيتك 008615011961687
الإثنين أغسطس 22, 2016 2:27 pm من طرف دليل الصين
» مواد بناء وتشطيب من مصانع الصين لبيتك 008615011961687
الإثنين أغسطس 22, 2016 2:26 pm من طرف دليل الصين
» أنواع الصحف الحائطية
السبت ديسمبر 12, 2015 9:47 pm من طرف على فتحى
» كيفية عمل صحيفة الحائط
السبت ديسمبر 12, 2015 9:44 pm من طرف على فتحى
» أنواع الصحف المدرسية
السبت ديسمبر 12, 2015 9:41 pm من طرف على فتحى
» كيفية إعداد صحيفة حائط متميزة
السبت ديسمبر 12, 2015 9:29 pm من طرف على فتحى
» نموذج اختبار كادر المعلم ( اعلام تربوى )
السبت ديسمبر 12, 2015 9:21 pm من طرف على فتحى
» الإعلام التربوي
السبت ديسمبر 12, 2015 9:18 pm من طرف على فتحى