يشهد عالمنا المعاصر ثورة تكنولوجيا كبرى في مجال الثقافة والإعلام من خلال تدفق المعلومات عن طريق الأقمار الصناعية والطرق السريعة للمعلومات والصحف الإليكترونية ، وما يمكن أن يظهر من أشكال جديدة للاتصال دورا كبيرا في تدفق المعلومات علي نطاق واسع ، ولأن الإعلام والثقافة وجهان لعملة واحدة والتوأمة بين الإعلام والثقافة هما من حقائق الحياة المعاصرة ( سعد لبيب ، 1996 ، 2-3 ) ، ولذا فالوسائل التعليمية لا تقف بالضرورة عند وسائل الإعلام الوطني أو القومي من صحافة وإذاعة وتليفزيون ووكالات أنباء ، بل يدخل فيها بالضرورة الوسائل الإعلامية العالمية والإقليمية الخارجية التي تستخدم تكنولوجيتها الحديثة ، لكي تدخل أقطار الوطن العربي ضمن مجال انتشارها ( نفس المرجع السابق ) .
ويعد الاتصال عبر الثقافات من عناصر الثراء الثقافي وهو ما يشهد به مثلا تاريخ الثقافة العربية في مراحل ازدهارها ، حيث نجحت وقتها في التواصل العميق مع الثقافات والحضارات الأخرى المعاصرة ، وهو ما تتيحه في العصر الحاضر تكنولوجيا الاتصال الحديثة التي ألغت المسافات وجعلت العالم كله قرية صغيرة علي حد تعبير مارشال ماكلوهان (1975) وبات اللحاق بما هو جديد في عالم التكنولوجيات أمرا لا يقدر عليه إلا الذين يملكون أدوات العصر الجديد ويعملون بقواعد ( حسن حامد ، 1996 ، 1-2 ) وفي نفس الوقت لا يستطيع أحد أن ينعزل عن التطور الذي يحدث في مجال الإعلام والاتصال في العالم ، فنحن جميعا جزء من هذا العالم ، ولا يمكن لأي دولة أو مجتمع أن يقف في وجه رياح التغير والثورة التكنولوجية التي تسود العالم ، بل لا بد له أن يتعامل معها باعتبارها من حقائق الحياة ( سعد لبيب – مرجع سابق ) وهكذا نمت العلاقة بين التكنولوجيا والنظرية العلمية بطريقة واضحة وأصبح التقدم التكنولوجي أمرا ظاهريا لا مفر منه ( Robert Wuthnow , 1984 , 225) ومن هذا المنطلق يمكن القول أن هذا العصر هو عصر ثالوث الديمقراطية والمعلومات وتكنولوجيا الاتصال .
ونعني بتكنولوجيا الاتصال "مجمل المعارف والخبرات المتراكمة والمتاحة والأدوات والوسائل المادية في جميع المعلومات وإنتاجها وتخزينها واسترجاعها ونشرها وتبادلها أي توصيلها إلي الأفراد والمجتمعات" ( محمود علم الدين ، 1994 ) وعلي هذا فإن هناك علاقة دينامية بين التطور في تكنولوجيا الاتصال والبيئة الاتصالية في العصر الحديث فكلاهما ينبع من الأخر ، فالتطور في تكنولوجيا الاتصال ينبع من البيئة الاتصالية في العصر الحديث ، والبيئة الاتصالية في العصر الحديث تنبع من تكنولوجيا الاتصال . إذا التطور في التكنولوجيا الاتصال هو السمة الأساسية للبيئة الاتصالية في العصر الحديث .
ويقول العالم الشهير "مارشال ماكلوهان" أن تكنولوجيا الاتصال والمعلومات الحديثة هي إحدى الركائز الأساسية لحضاراتنا الإنسانية المعاصرة. وإهمال استخدامها والاستفادة منها من إيجابياتها كفيل بأن يقذف بأي مجتمع إلي حضيض التخلف ، وفي نفس الوقت فإن هذه التكنولوجيا تستخدم من جانب البعض ؛ من أجل تشويه الحقائق والمعلومات وتزييف صورة الحياة ، وبث الأوهام أو المخاوف لتحقيق أهداف عقائدية أو سياسية أو اجتماعية لدولة ما أو لنظام سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي معين ( سعد لبيب ، 1996 ، 4-5 ) .
الثلاثاء مارس 12, 2019 11:00 am من طرف مراد
» مواد بناء وتشطيب من مصانع الصين لبيتك 008615011961687
الإثنين أغسطس 22, 2016 2:27 pm من طرف دليل الصين
» مواد بناء وتشطيب من مصانع الصين لبيتك 008615011961687
الإثنين أغسطس 22, 2016 2:26 pm من طرف دليل الصين
» أنواع الصحف الحائطية
السبت ديسمبر 12, 2015 9:47 pm من طرف على فتحى
» كيفية عمل صحيفة الحائط
السبت ديسمبر 12, 2015 9:44 pm من طرف على فتحى
» أنواع الصحف المدرسية
السبت ديسمبر 12, 2015 9:41 pm من طرف على فتحى
» كيفية إعداد صحيفة حائط متميزة
السبت ديسمبر 12, 2015 9:29 pm من طرف على فتحى
» نموذج اختبار كادر المعلم ( اعلام تربوى )
السبت ديسمبر 12, 2015 9:21 pm من طرف على فتحى
» الإعلام التربوي
السبت ديسمبر 12, 2015 9:18 pm من طرف على فتحى