الإنترنت مرة ثانية، ذلك الإنجاز الذي عجز العالم عن السيطرة عليه أو تفادي سلبياته رغم إيجابياته الكثيرة، فلا أحد يود أو يمكنه العيش بدونه، ولا أحد في المقابل ينكر اختراق هذه الشبكة للعادات والتقاليد وكسر حجابها وشروطها المبنية على الأعراف الاجتماعية الحميدة من دون «إحم ولا دستور»، لذا نجد الكثير من الدراسات والأبحاث التي تناقش هذه المسألة وتطرق كافة السبل والأبواب التي من شأنها التخفيف من حدة تأثير الانترنت على المتلقين، وخصوصاً الصغار.
آخر الدراسات كانت من نصيب الدكتور أحمد حسين الخياط مدير إدارة برامج الرعاية الاجتماعية والنفسية بوزارة التربية والتعليم، والتي عرضها خلال ندوة علمية عن شبكات الانترنت وتأثيراتها الاجتماعية والعلمية، عقدتها القيادة العامة لشرطة أبوظبي مطلع الشهر الجاري. حيث أشار في مقدمتها إلى أن الدراسات العلمية الميدانية المنتشرة في مختلف دول العالم أظهرت التأثير الخطير للإنترنت على الطلبة من الناحية الأخلاقية، لا سيما في هدمه لشخصية جيل من المنتظر أن يحمل أعباء المجتمع على أكتافه. إضافة إلى الآثار الصحية التي تلحق بمن يعملون عليه لساعات طويلة، أو تلك الأخطار المتمثلة بالهروب من الحياة العامة والاكتئاب، أو حتى محاولة الانتحار والقلق والانفصال العائلي والحرمان من الدراسة، مع الأخذ بعين الاعتبار أثر الثقافة الغربية التي يتعرض لها الطالب والتي لا تتلاءم مع ثقافتنا وعاداتنا العربية والإسلامية.
قلق الآباء
في المحور الثاني من دراسة تأثير الانترنت على الطلبة ذكر الدكتور أحمد الخياط أن ما يعرض على الشبكة بات يقلق الآباء والمربين نتيجة عدم السيطرة عليها وفقدان الإشراف على استخدام الأبناء لها، وبات من الواضح أن أكثر الفئات تأثراً بثقافة الانترنت هي فئة الشباب أو الفئة العمرية من 12 إلى 17 سنة.
وقد أشارت نتائج مسحية أجراها مشروع (بيو) للحياة الأميركية شملت الفئة العمرية المذكورة أن استخدام الانترنت يلعب دوراً رئيسياً في تكوين علاقات الصداقة والعلاقات الأسرية والمدرسية، ويؤدي إلى الصراحة في التعبير، حيث تتسم ثقافة جيل الانترنت بشعور قوي نحو الاستقلالية وتعزيز الانفتاح الفكري والعاطفي.
وبالانتقال إلى مقاهي الانترنت فإن المشكلة تبدو أكبر وأكثر تعقيداً وخطراً على الطلبة والشباب عموماً، إذ تقول الإحصائيات أن 90 في المئة من رواد مقاهي الانترنت أعمارهم أقل من 30 سنة، وهي سن خطرة وحرجة جداً.
وبحسب ما يرى الباحث فإن ازدياد إقبال الشباب على مقاهي الانترنت يعود لعدة أسباب منها إهمال الآباء وضعف مراقبة الأسر لأبنائهم، والفراغ الممتد في يوم الشباب والفرار من الأعمال الجادة، وتوفر السيولة المالية لدى كثير منهم، حيث لا يمكن إجراء رقابة صارمة على هذه الخدمة مع وجود فضول البحث عن الممنوع لدى المستخدمين الذين يلجأون إلى المقاهي خوفاً من انكشاف أفعالهم المخزية إن استخدموا أجهزتهم الخاصة.
وبات من الملاحظ أن كثيرا من المقاهي تساعد على انطلاق الأفكار الهدامة ونشر الرذيلة وهدم القيم والمبادئ والمثل الدينية وتغيير العادات والتقاليد الحميدة لدى الشباب، إذ بات من الواجب وضع ضوابط معينة وبرمجة أنظمة خاصة لمراقبة المترددين على هذه الغرف بهدف حماية الشباب ذكوراً وإناثاً من هذا الغزو المدمر.
الآثار العقائدية
وتطرق الباحث إلى الآثار العقائدية للانترنت، وذلك مع وجود كثير من المواقع لعدد من الفرق الكافرة والضالة والطوائف المنحرفة التي تدعو للشرك والكفر في العالم وتشكيك المسلمين بدينهم، فالطالب في عمر المراهقة عندما يقع في قبضة تلك المواقع فسيتشتت ذهنياً وسيتأثر بتلك العقائد والأفكار الضالة التي تؤدي إلى انحرافات فكرية لدى الناشئة والشباب ممن لا يملكون فكراً إسلامياً أو يفتقدون الرؤية الفلسفية للدين.
وفيما يتعلق بالآثار النفسية فإن جلوس المستخدم لفترات طويلة أمام الشاشة يتسبب في عزله عن ذاته وعن جماعته، ويضعف قدرة الطلبة على مواجهة المشكلات الحقيقية للواقع.
وهو ما يكرس الحلم بدلاً عن الوعي، والسخرية مكان الجد، علاوة على أن البقاء أمام شاشة الكمبيوتر لوقت طويل يعرض الشخص للإصابة بأمراض نفسية كالاكتئاب والأرق والانفصال النفسي والانطواء، ويؤدي إلى التعلق بعالم الأوهام والخيال خاصة لمن يدمنون على منتديات الحوار، إضافة إلى إصابة المفرطين بالاستخدام بمشكلة نفسية أخرى اسمها إدمان الانترنت.
السلوك العدواني والجريمة
الدراسة الحديثة سلطت الضوء على قضية وجود بعض المواقع التي تحض على العنف والسلوك العدواني والجريمة، والتي قد تلحق الأذى بالممارسين، حيث تتنوع هذه المواقع لتشمل مواقع عنف ومواقع تصنيع الكحول ومخدرات ومواقع عنصرية ومواقع لعمل أشياء غير مشروعة، ومواقع شراء كحول ومخدرات ومواقع لصناعة متفجرات ومواقع تعذيب وأخرى للمقامرات والعصابات.
وذكر الدكتور الخياط في دراسته أن شبكة الانترنت تقدم مواقع جنسية عديدة، وهي تجذب الشباب بقوة، كما أن هناك مواقع يمكن الدخول إليها من خلال ممارسة الطلبة لحب الاستطلاع وعبر عناوين عامة، كما أن أصحاب المواقع الإباحية على الانترنت يشجعون الدخول إليها بتسهيل الحصول على العناوين أو الاشتراك مقابل رسوم بسيطة، وهكذا يشكل خطراً كبيراً على أخلاقيات ا لشباب والمراهقين من الجنسين.
حلول ومقترحات
وتقدمت الدراسة التي قام بها الدكتور أحمد الخياط بعدد من المقترحات للحد من تأثير الانترنت السلبي على العملية التعليمية، ومنها تحديد الآباء ساعات معينة لاستخدام الأبناء للانترنت، والاحتفاظ بالرقم السري للدخول وعدم إعطائه للأبناء، وجلوس الآباء مع الأبناء والتقرب منهم ومناقشتهم في الأمور المختلفة في حياتهم، وخاصة فيما يشاهدونه ويقرأونه على صفحات الشبكة، وعدم وضع أجهزة الحاسب الآلي في غرف الأبناء.
وناشدت الدراسة المعنيين بالحد من انتشار مقاهي الانترنت ووضع ضوابط مشددة لدخول الطلبة فيها، ورفع سن الدخول إلى فوق 18 عاماً، وإغلاق مقاهي الانترنت التي لا تلتزم بالرقابة على المواقع، إضافة إلى قيام مؤسسة الاتصالات بحجب المواقع السيئة ذات الأفكار الهدامة، وفرض رقابة صارمة على محركات البحث العالمية، لأن بعضها قوي لدرجة أن الاتصالات لا تستطيع حجبها، وهناك من يستطيع اختراقها بسهولة.
------> فقط و حصريا على موقع الاعلام التربوى
([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])
================================
الثلاثاء مارس 12, 2019 11:00 am من طرف مراد
» مواد بناء وتشطيب من مصانع الصين لبيتك 008615011961687
الإثنين أغسطس 22, 2016 2:27 pm من طرف دليل الصين
» مواد بناء وتشطيب من مصانع الصين لبيتك 008615011961687
الإثنين أغسطس 22, 2016 2:26 pm من طرف دليل الصين
» أنواع الصحف الحائطية
السبت ديسمبر 12, 2015 9:47 pm من طرف على فتحى
» كيفية عمل صحيفة الحائط
السبت ديسمبر 12, 2015 9:44 pm من طرف على فتحى
» أنواع الصحف المدرسية
السبت ديسمبر 12, 2015 9:41 pm من طرف على فتحى
» كيفية إعداد صحيفة حائط متميزة
السبت ديسمبر 12, 2015 9:29 pm من طرف على فتحى
» نموذج اختبار كادر المعلم ( اعلام تربوى )
السبت ديسمبر 12, 2015 9:21 pm من طرف على فتحى
» الإعلام التربوي
السبت ديسمبر 12, 2015 9:18 pm من طرف على فتحى