من طرف القلم الحر الخميس يوليو 29, 2010 6:58 pmحمد الرشيد: الإعلام التربوي شريك أساس في عملية التنمية
حاوره محمد السوداني
الحديث عن الإعلام التربوي اصبح شيئاً واجباً بعد أن برزت أهميته في تنوير المجتمع بما يحيط به من صراعات ثقافية تستهدف تذويب شخصيته وانسلاخه من مبادئه ليدخل في عباءة ثقافات اخرى، كما يزود الإعلام التربوي الطلاب بالخبرات والمعارف من خلال وسائل الإعلام المختلفة ويجعله على صلة بالقضايا التي تدور في مجتمعه سواء كانت سياسية أم اقتصادية أم غيرها، هذا ويعتبر الإعلام التربوي ذو صلة وثيقة بعملية التنمية بتسليط الضوء على اعداد الفرد وهو محور هذه العملية، هذه الأهمية للإعلام التربوي دفعت «أجيال» لعقد هذا الحوار مع د. حمد الرشيد عضو هيئة التدريس في كلية التربية، وهذه تفاصيله:
حاوره محمد السوداني
الحديث عن الإعلام التربوي اصبح شيئاً واجباً بعد أن برزت أهميته في تنوير المجتمع بما يحيط به من صراعات ثقافية تستهدف تذويب شخصيته وانسلاخه من مبادئه ليدخل في عباءة ثقافات اخرى، كما يزود الإعلام التربوي الطلاب بالخبرات والمعارف من خلال وسائل الإعلام المختلفة ويجعله على صلة بالقضايا التي تدور في مجتمعه سواء كانت سياسية أم اقتصادية أم غيرها، هذا ويعتبر الإعلام التربوي ذو صلة وثيقة بعملية التنمية بتسليط الضوء على اعداد الفرد وهو محور هذه العملية، هذه الأهمية للإعلام التربوي دفعت «أجيال» لعقد هذا الحوار مع د. حمد الرشيد عضو هيئة التدريس في كلية التربية، وهذه تفاصيله:
كيف برز الإعلام التربوي على الساحة الثقافية؟
يعتبر جيمس هالوران (1981) الباحث في منظمة اليونسكو في مجال الثقافة والاعلام في باريس، اول من طبّق نـظرية الاعلام والمجتمع في كتاب (مضمون البحث العلمي في وسائل الاتصال الجماهيري)، ويقول: «لابد من دراسة الاعلام ووسائله كجزء لا يتجزأ من نظام يومي متكامل مثله مثل النظم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية».
وقد دخل مصطلح الاعلام التربوي الكتابات العلمية حديثاً عندما بدأت المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) تستخدمه في اواخر السبعينيات للدلالة على التطور الذي طرأ على نظم المعلومات التربوية وأساليب توثيقها وتصنيفها والافادة منها، وهنا تبرز بعض المصطلحات والمفاهيم المشتركة في هذا المجال التي سنتطرق الى محاولة توضيحها ومنها ان لم يجد موضوع الإعلام التربوي معالجة واضحة ومباشرة على الصعيد الدولي إلا في عام 1977، عندما انعقدت الدورة السادسة والثلاثين للمؤتمر الدولي للتربية والإعلام التربوي حيث تم تعريفه بأنه جهد مبذول لاحداث التنشئة والتوعية الاجتماعية والثقافية والسياسية لأفراد المجتمع من خلال وسائل الإعلام لتنمية القدرات الفنية لدى أفراد المجتمع وتنمية روح التعارف والمشاركة بينهم ومواجهة القيم الهدامة التي يتعرض لها المجتمع ويمارس من خلال متخصصين في هذا المجال. وهذا التعريف يتكون من جوانب عدة الأول يرى ان الإعلام التربوي جهد علمي ومهني منظم ومدروس والثاني يتم من خلال وسائل محدده في المجال التربوي والتعليمي وهي (الصحافة - الإذاعة - المسرح). أما الجانب الثالث: فيتعامل مع مشكلات المجتمع.
وللإعلام التربوي أهداف علاجية ووقائية وإنشائية فهو لا يتعامل مع الإفراد غير العاديين ولكنه يتعامل مع كل الفئات (مرضية - سوية) كما أن له مجالات عدة (التعليمي - الصناعي- الديني- الثقافي.. الخ). كما أن الإعلام التربوي يرتكز على قيم المجتمع وأخلاقياته ويعمل على تحقيقها ومواجهة أي ضغوط قد تؤدي إلى عدم الالتزام بها.
ما الفرق بين الاعلام بصفة عامة والاعلام التربوي؟
بين التربية والإعلام أرضية مشتركة، ووشائج قوية لدرجة يمكن معها القول: ان العملية الإعلامية في بعض جوانبها عملية تربوية، وأن العملية التربوية في بعض جوانبها عملية إعلامية، فالتربية عملية تأثير وتفاعل وتوجيه الأفراد نحو النمو بشكل يتماشى مع الخط الذي ارتضته الأمة لنفسها في حين يقوم الإعلام بتوجيه الأفراد عن طريق تزويدهم بالمعلومات والحقائق والأخبار لمساعدتهم على تكوين رأي محدد في واقعة معينة أو مشكلة محددة.
والإعلام والتربية - كما شبهها خبراء التربية - جناحا طائر لا تحلّق أمة من الأمم في عوالم المعرفة إلا بهما معا.. والمسؤولون في كل من القطاعين مدعوون اليوم أكثر من أي يوم مضى إلى أن ينسقوا عملهم ليكمل بعضه بعضا ويفيد بعضه بعضاً.. ويكون مثلهم في ذلك كمثل الجسد الواحد الذي يتداعى كله لألم بعضه.
وعلى ضوء ذلك، ومن خلال الاعتماد على بعض المراجع الخاصة في هذا المجال، يمكن أن نقوم بمحاولة ترشيح أهداف مشتركة لكل من الإعلام والتربية - فكلاهما (الإعلام والتربية) يهدف إلى خدمة المجتمع لتنويره بما هو أصلح وكلاهما، إن أحسن استخدامه، يهدف إلى المحافظة على القيم والمبادئ التي ندين بها ونعمل على تثبيتها والمحافظة كما يهدف إلى المحافظة على ثقافة المجتمع وشخصيته من أن تذوب في الثقافات الواردة من الخارج ويحاول إيجاد حلول للمشكلات التي تواجه المجتمع بمعطيات العصر الحديث وعلى ضوء الأصالة الموروثة.
وهكذا نفهم قيمة الاعلام التربوي وأهميته في الحياة، ونجد أنفسنا ملزمين بتوجيه العمل الاعلامي والتنسيق بينه وبين فلسفة التربية وأهدافها العامة في الحياة.
ما أهداف الإعلام التربوي؟
تتعدد أهداف الإعلام التربوي ويتزايد الاهتمام بها لما لها من أهميه واثر في توجيه النشاط الإعلامي والدفع نحو إنجاز الأعمال والمساعدة على النجاح وهي أيضا معايير لتقويم العمل.
فتحديد الهدف وتوضيحه محرك للسلوك وعون على تحقيق المقصود والإعلام التربوي عمليه مهمة لها أثرها في حياة الافراد والأجيال ما يتطلب تحديدا لأهدافه ومهما يكن من حال فان الأهداف العامة للإعلام التربوي تتنوع وتتعدد حسب طبيعة المجتمعات وثقافتها وفلسفتها العامة.. ومن أهم أهداف الإعلام التربوي:
تنمية نوع من الموقف أو الحس النقدي للطلاب حول ما تقدمه الوسائل الإعلامية وجعل الطلاب اقدر على التعبير عن أنفسهم عبر مختلف وسائل الإعلام والحصول على الخبرات والمعارف من خلال ما تقدمه وسائل الإعلام المختلفة من رسائل ومضامين ومعلومات وكذلك التفتح إلى القضايا الراهنة في شتى الميادين الفكرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعلمية وهذا أمر يجعل الإفراد على بينة بما يجري من حولهم.
ومن الأهداف كذلك التعارف بين الافراد والمجتمعات والأمم وذلك بفضل تعريف المتعلمين بالأعراف والعادات والمواقع الجغرافية والمعلومات التاريخية والتحفيز على اللحاق بركب الحضارة المعاصرة واخذ منها ما يتناسب مع قيمنا وعقائدنا دون الوقوع في التبعية الفكرية والاقتصادية المدعومة بالتبعات الايديولوجية والتكنولوجية ومساهمة الوسائل الإعلامية التقنية في جودة العملية التعليمية من جهة وإعداد المعلمين من جهة أخرى ونشر روح التسامح والانفتاح الفكري من أجل فهم معتقدات الغير وخصائصهم الفكرية والعقدية.
ويسهم الإعلام التربوي في عملية التنمية الشاملة وهو دور على جانب كبير من الأهمية التي تنبثق من أهمية التنمية نفسها إلى المجتمع وحين يهتم الإعلام التربوي بالتنمية يركز على الجانب الإنساني من حيث ان الفرد المعد إعدادا جيدا للحياة وسيلة مهمة من وسائل التنمية وغاية لها في الوقت نفسه ومن هنا تتضاعف أهمية العنصر الإنساني في التنمية كما يقوم بتأكيد الالتزام الخلقي والتربوي في محتوى وسائل الإعلام، من خلال خلق رقابة فعالة على الصحف والاذاعة والتلفزيون والمسرح تتكون عن طريق التعيين بواسطة السلطات المختصة على أن يمثل التربويون في لجان الرقابة هذه بالنصف على الأقل والاحتجاج على هذا بان الرقابة قيد على الحرية مردود عليه بان رعاية الأخلاق العامة واجب تكفلت به الدولة في الدستور فضلا عن كونه مطلبا جماهيريا فالرقابة الخلقية بالدرجة الأولى على المحتوى الإعلامي ليست قيدا على حرية الإبداع فحكم الإنسان لنفسه- في رأي سبينوزا - هو أسمى ما ينشد من حرية كما ان الحرية ترتبط بالسلوك من الجهة الأخلاقية.
إلى اي فرع من فروع اصول التربية ينتمي الاعلام التربوي؟
الإعلام التربوي ينتمي إلى قسم أصول التربية وخاصة قسم فلسفة التربية.
ما الوظائف التي يخدم بها الإعلام التربوي المجتمع؟
التعرف على المقومات الأساسية لفلسفة المجتمع في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، واستنباط التوجهات التي تحكم العملية الإعلامية التربوية التي تهدف إلى بناء الإنسان وفقا لأهداف وقيم المجتمع الذي يعيش فيه هذا الإنسان، حتى تتمكن وسائل الإعلام من بلورة هذه التوجهات في برامجها المختلفة ومواكبة الجهود والخطط والبرامج التنفيذية الرامية إلى تحقيق هذه الفلسفة وتحويلها إلى واقع، ذلك أن مواكبة الإعلام لمثل هذه الجهود وأبرازها للناس يعين الانسان على المجتمع وفق ما يريد وينبغي الإلمام المستمر والمتصل بالتغييرات السياسية والاقتصادية الدولية والمحلية، على اعتبار أن هذه التغييرات تنعكس على البناء الاجتماعي والثقافي للمجتمع، وما يتبع ذلك من تغير في نظم الحكم والاقتصاد والأدوار الاجتماعية، ويجب التعرف على الحاجات الأساسية للأفراد والمجتمع من خلال مراحل التطور المختلفة، وهو أمر لازم للتربية وللإعلام الذي يوظف في مجالها على اعتبار أن الإعلام التربوي من الوسائل المهمة لصنع الإنسان الصالح الذي يتمتع بالتكيف والانسجام مع نفسه وأسرته ومجتمعه الكبير، وأن هذا التكيف يعتمد الى حد كبير على تلبية الحاجات الأساسية للإنسان، ومن بينها المعرفة بالإضافة الى الاعداد والتدريب والتوعية المستمرة للعناصر البشرية التي تطلع بمهمة الاعلام في هذا المجال، وذلك في اطار التزام سياسي وتربوي وأخلاقي ووطني بفلسفة المجتمع وأهدافه.
هل هناك مشكلات تواجه الاعلام التربوي؟
هناك المشكلات الاصطلاحية الناجمة عن المعاني المختلفة من المشكلات الاولية والاساسية في البحوث الانسانية فمحاولة التوصل لمفهوم (الاعلام التربوي) تستدعي ضرورة التعرف على مفهوم الاعلام ومفهوم التربية وعلى ذلك تكون اهم المشكلات الاصطلاحية هي مشكلة غموض وتداخل المعاني للمصطلحات في مجال الاعلام ويدل على ان هذه مشكلة قائمة، ويترتب على مشكلة المصطلح الاساسي (الاعلام التربوي) مشكلة تبعية الأجهزة المعنية سواء كانت تتبع وزارة التعليم أم تتبع وزارة الاعلام أم تتبع الجامعات ومراكز البحوث وهناك مشكلة تترتب على تحديد المصطلح وهي اهداف الاعلام التربوي ففي ظل المفهوم الحديث للتربية لم يعد دور التربية مقتصراً على حفظ التراث الثقافي ونقله الى الاجيال بل اصبح دورها يمتد ليشمل التنمية بوصفها هدفا اجتماعيا عاما.
وهناك مشكلات تتعلق بالتخطيط للإعلام التربوي وتمويله حيث تتصل هذه المشكلات بمشكلات التخطيط التربوي وتنبثق من المفهوم الذي بيناه للمجتمع بالنسبة للتربية والاعلام ويمكن استخلاص المشكلات الآتية فيما يتصل بالتخطيط للاعلام التربوي وتمويله وهي يجب ان يكون للاعلام التربوي مكان متميز في المخططات التربوية وهكذا يكفل نجاحا للمخططات التربوية ويفتقر التخطيط التربوي لبعد مهم يتصل بمفهوم التربية الحديثة مرتبطا باهداف التنمية السائدة ام المرجوة وهذا ينعكس على الاعلام التربوي. ويهتم التخطيط الاعلامي بالاعلام التربوي ويجعل له خبيرا في المخططات الإعلامية كما يلوح من مؤتمر القمة العربية للتربية والثقافة والعلم غير ان التطبيق العملي لا يشير الى تحقيق هذا الاتهام وكما يفتقر الاعلام التربوي فضلا عن عدم وجود خطة شاملة له الى نظام متكامل يجمع جميع الأجهزة والجهات المعنية في مؤسسة واحدة تخطط له وتتابع تنفيذه، وتغفل الخطط التنموية القومية جانب الاعلام التربوي مع اهميته في توعية الجماهير باهداف تلك الخطط ودورها في تنفيذها، ولا يوجد نظام موحد لتمويل العالم التربوي نظرا لعدم وجود كيان موحد يغطي جميع جوانبه.
إلى جانب مشكلات تتعلق بالاجهزة المعنية بالعالم التربوي وهي عدم ايمان بعض كبار المسؤولين بالعملية الإعلامية ما يعرقل توفير الميزانيات والموظفين اللازمين بل احياتا يضع قيودا على حرية تصرف المسؤولين مسؤولية مباشرة عن هذه العملية.
وعدم توفير الوثائق اللازمة للاعلام فعلى الرغم من كثرة طلبات اجهزة الاعلام للوثائق الاساسية اللازمة لعملها مما تصدره الأجهزة المعنية بالشؤون التربوية انها لا تكفي الاهتمام الكافي، وهناك عدم انتشار الوعي للاستفادة من اجهزة المعلومات رغم ما قد تصدره هذه الأجهزة من تعريفات ونشرات وكذلك قصور مصادر المعلومات احيانا عن توفير تفصيلات لازمة للمعلومات، عدم توفير العاملين القادرين على استخدام اللغات الاجنبية بالإضافة الى قلة الميزانيات المخصصة لشراء الوثائق والآلات والمطبوعات، عدم وجود شبكة قومية وكذلك عدم توفير المكان المناسب لاداء العمل مع قلة المدربين والمؤهلين في مجال الاعلام التربوي مع عدم رغبة الموجودين فعلا في الجهاز بالاستقرار في عملهم نظرا لعدم توافر التقدير المادي والادبي.
وأخيراً هناك مشكلات تتعلق بالواجبات التربوية لوسائل الاعلام العامة منها عدم وضوح السياسة الإعلامية بشكل عام، وافتقار وسائل الاعلام العامة الى الالتزام التربوي بمعناه الاخلاقي في ادائها لوظائفها العامة كما توجد فجوة بين النصوص الدستورية والقانونية واللوائح المهنية التي تنظم اخلاقيات العمل الاعلامي وبين التطبيق او الواقع الفعلي لتلك الوسائل، ومن المحتمل ان تكون هناك مشكلات تتعلق بمصادر المعلومات التربوية التي تحصل منها وسائل الاعلام العامة على مادتها الإعلامية ما يسبب لها الاضطراب والتناقض، وللعلم فقد اثبتت الدراسات وجود محتوى علمي في وسائل الاعلام العامة يمكن استخدامه في التدريس داخل الفصل وخارجه مع ذلك تلك الدراسات لم تلتفت الى التأثيرات الجانبية التي تحدث نتيجة الالتفات الى بقية محتوى بعض الوسائل كالمجلات.
المصدر: جريدة النهار
» مواد بناء وتشطيب من مصانع الصين لبيتك 008615011961687
» مواد بناء وتشطيب من مصانع الصين لبيتك 008615011961687
» أنواع الصحف الحائطية
» كيفية عمل صحيفة الحائط
» أنواع الصحف المدرسية
» كيفية إعداد صحيفة حائط متميزة
» نموذج اختبار كادر المعلم ( اعلام تربوى )
» الإعلام التربوي