الاعلام الديني ودوره التربوي التوجيهي للفتاة المسلمة في ارتداء الحجاب
كلما نتحدث عن التربية والتنشئة اﻹجتماعية٬ ترتبط الفكرة في أدهاننا بمؤسسة اﻷسرة وقد نهمل مؤسسات أخرى. صحيح أن اﻷسرة تلعب الدورالكبير في تربية الطفل وتحدد اتجاهاته الدينية. حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما من مولود الا يولد على الفطرة فابواه يهودانه أو ينصرانهأو يمجسانه " فالطفل لايولد مزودا باية معرفة دينية أوأحكام "والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لاتعلمون شيئا وجعل لكم السمع واﻷبصار واﻷفئدة لعلكم تشكرون "(النحل اية 87)ولكنه يتعلمأحكام ومبادئ الدين وتعاليمه وأدابه وحلاله وحرامه عن طريق والديه اللذان يعتبر المصدر اﻷول للمعرفة٬ غير أنه وبحكم التطور والتغير الذي مس جميع جوانب الحياة العامة والخاصة استدعى تدخل مؤسسات أخرى في حقل المنظومة التربوية٬ وندكر من بينها مؤسسة اﻹعلام والدور الهام الذي تلعبه في التنشئة اﻹجتماعية٬ إد أنه يعد إحدى المؤسسات الهامة التي لها دور كبير نظرا لتنوعها وفاعلية تأثيرها على عملية التنشئة الاجتماعية والتطبيع الاجتماعي .باﻹضافة الىالامتداد الجماهيري والتواصل الذي يحاول أن يحدده من خلال رسائله ٬سواء منها التثقيفية أو التوجيهية اﻹرشادية في جميع الميادين والمجالات٬ ونذكر من بينها المجال الديني ٬ وبشكل خاص وسائل اﻹعلام الديني وتوجيهه للفتاة المسلمة من ناحية إارتداء الزي الاسلامي٬ هذا الزي الذي يمكنأن يأخد صفات عدة من مجتمع ﻷخر ومن إمرأة إلى أخرى٬ وهو عرضة للتغير والتبدل مع مرور السنين .وقد يكون ذلك تحت تاثيرات الظروف المناخية والجغرافية او تحت تاثيرأسلوب المعيشة والحالة اﻹقتصادية .وقد يكون بحكم العوامل الموضوعية والذاتية المختلفة .فما كان يلبسه المسلون في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وفي عهد الصحابة رضوان الله عليهم ليس هو ما لبسه المسلمون على إمتداد العصور .أما اللباس في وقتنا الحاضر يكفي أن ندكر بالتطور الذي عرفه المغاربة خلال نصف القرن الماضي سواء بالنسبة للرجل أو المرأة ٬"فالمرأة في مدينة الرباط كانت حتى سنوات اﻷربعين ترتدي ما يسمى بالحايك وتضمه على وجهها فيم كان يعرف "بالتغنبيرة "أو "العوينة "٬اذ لا تبدي غير عين واحدة لترى بها٬ وكان بعض النساء يزدن على ذلك اللثام الذي يعرف بالنقاب ثم إنتقل الى إرتداء الحجاب (الجلابة) مع الاحتفاظ باستعمال النقاب .مما يفسر إلى حد ما ارتباط ارتداء الزي الاسلامي باﻷعراف والتقاليد حسب ماجاء به الدارس السوسيولو جي جاك بيرك في دراسته "سوسيولوجية المرأة والنظرة اﻹبستيمولوجية" إن المغرب هو بلد مرتبط بالعرف والتقاليد اكثرمما هو مرتبط بجانب شريعة . فاﻷزياء بشكل عام تعكس طريقة تفكير المجتمع وعاداته وتقاليده وطريقة عيشه اوتعكس حياته الاقتصادية. ان ثقافة المجتمع بكامله تتلخص في الزي ولهذا تحافظ الشعوب على أزيائها قبل ٲي شيء اخر ويقول فارنز فانون في مسألة الحجاب: إن نماذج المجتمعات تعرف من خلال اللباس قبل أي شيء اخر سواء عن طريق الربورتاجات والمستندات المصورة أم عن طريق جماعات سينمائية(…) ويكون اﻹنتماء الى مساحة ثقاقية معينة في أغلب اﻷحيان مشهور بتقاليد اﻷلبسة عند أعضائه٬ فالحجاب الذي تتأزر به النساء في العالم العربي الاسلامي مثلا٬ هو ما يراه السائح مباشرة .فالحجاب تم توسيع مفهومه من قبل الغربيين واقرانه بالحريم لم يعد مجرد زي أوغطاء الرأس بل صار رمزا ثقافيا للمجتمعات العربية اﻹسلامية ٬وقد ارتبط بذهن الغربيين أنه يحجب المراة ويضطهدها .وقد نجد أحمد البيض ينحو منحى أخر في هذه المسالة. يقول :"أن مسالة الحجاب تتعلق برفض المرأة لان تكون تلك التي تفتح عينها في الصباح بحثا عن ادوات الزينة والفساتين٬ وحينما تخرج للشارع تبحث عن العيون الجائعة الى مفاتنها وحين تذهب الى المكتبة تطلب مجلات العري والفضائح٬ ولا تقرأ غير قصص الغرام الكاذبة وفي الحفلات تحاولأن تكون مثل الطاوس تختال بثيابها وطريقة تسريحة شعرها " فالمراة تتميز في الشارع كمنظومة فكرية٬و كمشروع أحياه في نفسها في أمتها انخراطها الكامل مع المؤمنين والمؤمينات اﻷمرين بالمعروف الناهين عن المنكر جهادا في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء٬ من اجل حياة كريمة لا إرهاب فيها ولا استخفاف باﻹنسان".ويقول: "ان اللباس الشرعي يرفع عن المراة الكلفة والحرج ودواعي الاستلاب٬ ويفتح المجال الاجتماعي امامها واسعا لتساهم من جانبها الى جانب الرجل في اقامة صرح المجتمع التوحيدي " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله اوالئك سيرحمهم الله ان الله عزيز حكيم " (التوبة الاية71).
وبالتالي فمسالة ارتداء الفتاة المسلمة للزي الاسلامي يبقى له وظيفته الجمالية والوقائية ٬وذلك لخاصيتها الانفعالية الغالبة عليها وهو انفعال الحنان والمحبة .وقد تساهم وسائل الاعلام الديني في تذكير الفتيات المسلمات بنص الله تعالى "قل للمؤمينات ان يغضضن من ابصارهن ويحفضن فروجهن ولايبدين زينتهن الا ما ظهر منها وليضربن بخمورهن على جيوبهن".(التوبة الاية 30).وذلك من خلال برامجها الدينية الهادفة ومن خلال ظهور الزي الاسلامي وحضوره المتميز على الساحة الاجتماعية.
الثلاثاء مارس 12, 2019 11:00 am من طرف مراد
» مواد بناء وتشطيب من مصانع الصين لبيتك 008615011961687
الإثنين أغسطس 22, 2016 2:27 pm من طرف دليل الصين
» مواد بناء وتشطيب من مصانع الصين لبيتك 008615011961687
الإثنين أغسطس 22, 2016 2:26 pm من طرف دليل الصين
» أنواع الصحف الحائطية
السبت ديسمبر 12, 2015 9:47 pm من طرف على فتحى
» كيفية عمل صحيفة الحائط
السبت ديسمبر 12, 2015 9:44 pm من طرف على فتحى
» أنواع الصحف المدرسية
السبت ديسمبر 12, 2015 9:41 pm من طرف على فتحى
» كيفية إعداد صحيفة حائط متميزة
السبت ديسمبر 12, 2015 9:29 pm من طرف على فتحى
» نموذج اختبار كادر المعلم ( اعلام تربوى )
السبت ديسمبر 12, 2015 9:21 pm من طرف على فتحى
» الإعلام التربوي
السبت ديسمبر 12, 2015 9:18 pm من طرف على فتحى