من طرف المهندس الخميس مايو 26, 2011 2:23 pm. إنترنت طبيب نصاب أحيانا وذكي أحيانا أخرى..!
لا أعرف عدد المرات التي طرحت فيها مسألة المعلومات الطبية المستقاة من شبكة المعلومات الدولية المعروفة بـ "الإنترنت"، على صفحات الصحف السيارة والمتخصصة، أو غيرها من وسائل الإعلام الجماهيرية. ولا أذكر بالتحديد أيضاً عدد المرات التي تردد فيها بعض المرضى على عيادتي الطبية وهم يحملون في أيديهم قصاصات تحتوي على معلومات حصلوا عليها من "الإنترنت" بشكل أو بآخر. وبرغم المحاولات الدؤوبة التي يبذلها الأطباء لإقناع مرضاهم بأن بعض تلك المعلومات تنقصها الدقة العلمية أو أنها غير معتمدة من الهيئات الطبية المعترف بها دولياً إلا أن بعض المرضى يصر على الحصول على مثل تلك المعلومات، والأكثر من ذلك، أنه قد يعتمد عليها تماماً في علاجه، مع ما قد يترتب على ذلك من مخاطر. وفي إحصائية نشرتها إحدى الصحف الأمريكية في بداية عام 1999م، ثبت أن أكثر من 80% من الشعب الأمريكي استخدم الإنترنت، أما البقية "20%" فهم ممن يعانون مرض الخوف من الكمبيوتر (كمبيوتر فوبياComputer Phobia ) فإذا كنت عزيزي القارئ من هذه القلة الخائفة، فأقول لك إن الإنترنت عبارة عن شبكة معلوماتية عالمية للاتصال عن طريق الكمبيوتر وأنصحك بالتوجه سريعاً إلى طبيبك النفسي لمعالجة هذه الفوبيا لأننا ببساطة مقبلون على عصر الإنترنت، والذي يعتقد أنه سيكتسح أخلاءه كالفاكس والتلفاز، (وكغيره من الوسائل له محاسن ومساوئ وفيه الغث والسمين). سامي مريض مثقف ابتلاه ربه بمرض البهاق فسبر أصقاع المعمورة بحثاً عن علاج. ونادراً ما يدخل عيادتي دون قصاصة من جريدة باكتشاف جديد وفعال لمرض البهاق وأحياناً يحمل بيده الأخرى أكياساً صغيرة (صرر) فيها أعشاب مجهولة الاسم والمحتوى ونتناقش حولها تأييداً أو تفنيداً، وأنصحه بعدم الاسترسال باقتناء أو استخدام علاجات مجهولة وأذكره بمرضى أصيبوا بفشل كبدي أو كلوي بسبب هذه العلاجات، إلا أن لسان حاله يقول: "معشر الأطباء إن لم تجدوا لي علاجاً ناجعاً لأعاودن الكرة". وفي إحدى الزيارات، دخل عيادتي وهو محمل بأوراق مكتوبة باللغة الإنجليزية استقاها عن الإنترنت، وبالتحديد من صفحة د. إنترنت (وهي صفحة تجارية طبية تعطيهم رقم بطاقة الائتمان أولاً ثم مشكلتك الصحية ثانياً ويوافونك بالعلاج. وأعتقد أنها من أخطر الصفحات الطبية لأن القائمين عليها ليسوا أطباء بل تجار يتوسطون بين المريض وطبيبه).. ومضى أكثر من نصف ساعة ونحن نناقش أوراق الإنترنت مما تسبب في تأخير العيادة. ولتجربتي القصيرة مع مرضى الإنترنت أود الإشارة إلى بعض النقاط الهامة:- 1- ثقافة المريض الصحية أمر مطلوب لأنها نصف العلاج ولكن يجب أن يكون ذلك من خلال المصادر الموثوقة كالطبيب والمجلات "الدوريات الطبية"، والندوات العلمية. 2- يجب أن نتذكر أن 10% من معلومات الإنترنت غير صحيحة، والمقصود منها الدعاية والإعلان. 3- وقت زيارة المريض محدد بزمن معين إذا تجاوزه الطبيب "لغير حاجة طارئة" فهذا قد يسبب تأخير العيادة على مرضى آخرين. 4- في الإنترنت صفحات طبية أمينة وصادقة مصدرها جامعات، أو منظمات صحية وهي باللغة الإنجليزية ولعل في هذا دعوة للمنظمات والمؤسسات الصحية والعربية لإنشاء صفحات طبية عربية لتثقيف القارئ العربي بشكل صحيح. 5- أرجو ألا يصل ببعضنا الأمر أن يفعل كما فعل أحد أساتذتي في كندا، حيث كتب على الباب "ممنوع دخول أوراق الإنترنت".
التعليقات المنشورة تعبر عن اراء ناشريها ولا تعبر عن رأي الموقع
لا أعرف عدد المرات التي طرحت فيها مسألة المعلومات الطبية المستقاة من شبكة المعلومات الدولية المعروفة بـ "الإنترنت"، على صفحات الصحف السيارة والمتخصصة، أو غيرها من وسائل الإعلام الجماهيرية. ولا أذكر بالتحديد أيضاً عدد المرات التي تردد فيها بعض المرضى على عيادتي الطبية وهم يحملون في أيديهم قصاصات تحتوي على معلومات حصلوا عليها من "الإنترنت" بشكل أو بآخر. وبرغم المحاولات الدؤوبة التي يبذلها الأطباء لإقناع مرضاهم بأن بعض تلك المعلومات تنقصها الدقة العلمية أو أنها غير معتمدة من الهيئات الطبية المعترف بها دولياً إلا أن بعض المرضى يصر على الحصول على مثل تلك المعلومات، والأكثر من ذلك، أنه قد يعتمد عليها تماماً في علاجه، مع ما قد يترتب على ذلك من مخاطر. وفي إحصائية نشرتها إحدى الصحف الأمريكية في بداية عام 1999م، ثبت أن أكثر من 80% من الشعب الأمريكي استخدم الإنترنت، أما البقية "20%" فهم ممن يعانون مرض الخوف من الكمبيوتر (كمبيوتر فوبياComputer Phobia ) فإذا كنت عزيزي القارئ من هذه القلة الخائفة، فأقول لك إن الإنترنت عبارة عن شبكة معلوماتية عالمية للاتصال عن طريق الكمبيوتر وأنصحك بالتوجه سريعاً إلى طبيبك النفسي لمعالجة هذه الفوبيا لأننا ببساطة مقبلون على عصر الإنترنت، والذي يعتقد أنه سيكتسح أخلاءه كالفاكس والتلفاز، (وكغيره من الوسائل له محاسن ومساوئ وفيه الغث والسمين). سامي مريض مثقف ابتلاه ربه بمرض البهاق فسبر أصقاع المعمورة بحثاً عن علاج. ونادراً ما يدخل عيادتي دون قصاصة من جريدة باكتشاف جديد وفعال لمرض البهاق وأحياناً يحمل بيده الأخرى أكياساً صغيرة (صرر) فيها أعشاب مجهولة الاسم والمحتوى ونتناقش حولها تأييداً أو تفنيداً، وأنصحه بعدم الاسترسال باقتناء أو استخدام علاجات مجهولة وأذكره بمرضى أصيبوا بفشل كبدي أو كلوي بسبب هذه العلاجات، إلا أن لسان حاله يقول: "معشر الأطباء إن لم تجدوا لي علاجاً ناجعاً لأعاودن الكرة". وفي إحدى الزيارات، دخل عيادتي وهو محمل بأوراق مكتوبة باللغة الإنجليزية استقاها عن الإنترنت، وبالتحديد من صفحة د. إنترنت (وهي صفحة تجارية طبية تعطيهم رقم بطاقة الائتمان أولاً ثم مشكلتك الصحية ثانياً ويوافونك بالعلاج. وأعتقد أنها من أخطر الصفحات الطبية لأن القائمين عليها ليسوا أطباء بل تجار يتوسطون بين المريض وطبيبه).. ومضى أكثر من نصف ساعة ونحن نناقش أوراق الإنترنت مما تسبب في تأخير العيادة. ولتجربتي القصيرة مع مرضى الإنترنت أود الإشارة إلى بعض النقاط الهامة:- 1- ثقافة المريض الصحية أمر مطلوب لأنها نصف العلاج ولكن يجب أن يكون ذلك من خلال المصادر الموثوقة كالطبيب والمجلات "الدوريات الطبية"، والندوات العلمية. 2- يجب أن نتذكر أن 10% من معلومات الإنترنت غير صحيحة، والمقصود منها الدعاية والإعلان. 3- وقت زيارة المريض محدد بزمن معين إذا تجاوزه الطبيب "لغير حاجة طارئة" فهذا قد يسبب تأخير العيادة على مرضى آخرين. 4- في الإنترنت صفحات طبية أمينة وصادقة مصدرها جامعات، أو منظمات صحية وهي باللغة الإنجليزية ولعل في هذا دعوة للمنظمات والمؤسسات الصحية والعربية لإنشاء صفحات طبية عربية لتثقيف القارئ العربي بشكل صحيح. 5- أرجو ألا يصل ببعضنا الأمر أن يفعل كما فعل أحد أساتذتي في كندا، حيث كتب على الباب "ممنوع دخول أوراق الإنترنت".
التعليقات المنشورة تعبر عن اراء ناشريها ولا تعبر عن رأي الموقع
» مواد بناء وتشطيب من مصانع الصين لبيتك 008615011961687
» مواد بناء وتشطيب من مصانع الصين لبيتك 008615011961687
» أنواع الصحف الحائطية
» كيفية عمل صحيفة الحائط
» أنواع الصحف المدرسية
» كيفية إعداد صحيفة حائط متميزة
» نموذج اختبار كادر المعلم ( اعلام تربوى )
» الإعلام التربوي