التطورات العالمية في تكنولوجيا الاتصال الحديثة
وأثرها علي واقع وسائل الإعلام الإليكترونية
التطورات العالمية الراهنة في تكنولوجيا الاتصال
إن العالم اليوم – بسبب تكنولوجيا الاتصال الحديثة – يعيش مرحلة جديدة من مراحل تطوره الاتصالي ، وهذه المرحلة بدأت في منتصف الثمانينيات وما زالت مستمرة حتى الآن ، وتتميز بسمة أساسية وهي المزج بين أكثر من تكنولوجيا اتصالية تمثلها أكثر من وسيلة ؛ لتحقيق الهدف النهائي وهو توصيل الرسالة الاتصالية ، ونظرا للأهمية المتزايدة لتكنولوجيا الاتصال الحديثة في المجتمع المعاصر : نجد أن العوامل التكنولوجية تؤثر بشكل واضح علي عملية إنتاج الرسالة الإعلامية التي تقوم بها الوسيلة الجماهيرية ، وتتميز التكنولوجيا الاتصالية الحديثة بتعاقبها السريع ، وتجددها وتطورها المستمر وشمولها بكافة جوانب الصناعة الإعلامية خاصة بعد اندماجها مع تكنولوجيا المعلومات والتي تغير العالم المعاصر وتسميه الكونية أو العالمية .
وتقتني المؤسسات الإعلامية المعدات التقنية الحديثة لتحقيق هدفين :
الهدف الأول: يتعلق باستخدامها الاستخدام الأمثل في إنتاج المواد الإعلامية .
الهدف الثاني: يتعلق بأمور تتصل بهيبة المؤسسة واحترامها أو نفوذها .
ويطلق علي التكنولوجيا السائدة أو المميزة لهذه المرحلة التي نعيشها التكنولوجيا التفاعلية Interactive Technology أو التكنولوجيا متعددة الوسائط (Multimedia technology ) ( محمود علم الدين ، 1993 ، 132 ) مما أدي إلي ظهور خدمات متنوعة ومتعددة لتلبية حاجات الأفراد إلي المعلومات ؛ مثل الحاسبات الشخصية المتنقلة ، والأقمار الصناعية ، والاتصال الكابلي ، والميكروويف ، والألياف الضوئية ، والاتصالات الرقمية ، وأدي ذلك إلي ظهور خدمات الاتصال الجديدة مثل التليفزيون الكابلي ، والتليفزيون عالي القوة ، وكذلك الفيديو كاسيت والفيديو ديسك والفيديو تكس والتليتكست والاتصال المباشر بقواعد البيانات وعقد المؤتمرات عن بعد والبريد الإلكتروني ، غير أن بيئة الاتصال اليوم تتسم بالمنجزات المستمرة والسريعة التطور لكل من تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات . وفيما يلي سوف نعرض لهذه التكنولوجيات المتطورة :
تكنولوجيا الحاسب الإلكتروني :
لقد أتت الحاسبات الإلكترونية لتحقق الثورة الاتصالية الثالثة :
لكل وسائل الاتصال وتكنولوجياتها ، حيث يتم أليا ومن خلال الإلكترونيات الدقيقة والدوائر المتكاملة السيطرة علي عمليات جمع البيانات والمعلومات وتوثيقها وتخزينها ومعالجتها وإنتاجها وبثها إلي الجماهير عبر الوسائل المطبوعة ، المسموعة ، المرئية ووسائل الاتصال الوسطي من نقطة إلي نقطة إلي جانب مؤسسات المعلومات التقليدية ، كالمكتبات ومراكز المعلومات والتوثيق والمستحدثة كبنوك المعلومات وقواعدها وشبكاتها ، وقد دخل الحاسب الإلكتروني في مجال المعلومات والاتصال الجماهيري كضرورة بعد أن تزايدت معدلات دخول المعلومات ومعدلات خروجها وتغيرها بشكل يفوق قدرات الإنسان ، فتولي الحاسب تلقي المعلومات المتغيرة وتخزينها واسترجاعها بسرعة كبيرة وبالتالي أستطاع أن يلبي ما يطلب من النظام بالسرعة التي يريده الطالب .
وفي مجال الإعلام والاتصال بالجماهير يمكن النظر إلي استخدام الحاسبات الإلكترونية من خلال عده محاور هي :
1- المحور الأول :
هو التفاعل أو تغيير طبيعة وسائل الاتصال التقليدية (تليفزيون – راديو – صحافة) ذات الاتجاه الواحد من المصدر إلي المستقبل إلي وسائل أكثر تفاعلية بين مصدر المعلومة والمستقبل .
2- المحور الثاني :
هو تسريع عملية نقل الوسائل الإعلامية من مكان إلي أخر في وقت محدد .
3- المحور الثالث :
هو ربط وسائل الاتصال التقليدية بمراكز المعلومات لخلق نوع من الاتصال ثنائي الاتجاه .
4- المحور الرابع :
هو المساعدة في إعداد الرسائل الإعلامية فعملية الإنتاج التليفزيوني مثلا بما تتضمنه من تصوير ومونتاج ورسوم متحركة وتحرير إلكتروني واستخدام الرسوم والصور الإيضاحية Graphics أصبحت كلها تدار بواسطة الحاسبات الإليكترونية ، وكذلك عمليات الإنتاج الصحفي .
5- المحور الخامس :
هو الاستخدام في العملية التعليمية فيما يعرف بالـ C.A.I. Computer Aided Instruction التعليم المساند بواسطة الحاسب الإلكتروني ؛ حيث يستطيع المتعلم ممارسة العملية التعليمية بالمستوي الذي يراه مناسبا ، وفي الوقت المناسب أيضا وعمل الاختيارات اللازمة لتوفير المعينات التدريبية .
تكنولوجيا الفوتون :
ويقصد بهذه التكنولوجيا الحديثة إحلال تيار الفوتون ( جسيمات الضوء ) الواهن الخافت النقي بدلا من التيار الإلكتروني العنيف بالطبع والمعرض للتشويش والضعف ؛ والذي علي أساسة ظلت الإشارات الهاتفية تنتقل عبر أسلاك نحاسية كتيار كهربي ضعيف وذلك بعد حدوث النقلة النوعية باختراع الألياف الضوئية التي يسري بداخلها شعاع الليزر حاملا الرسائل المراد نقلها ؛ بحيث تحولت شبكات الاتصالات إلي شبكات ذات سعه هائلة تصل إلي ألاف أضعاف سعه الشبكات التقليدية ، وهكذا أنتقل العبء في صناعة الكابلات من مناجم النحاس التي أوشكت علي النضوب إلي كثبان الرمال الممتدة التي تصنع منها ألياف الزجاج الضوئي ( محمود علم الدين ، 1994 ، 7 ) .
تكنولوجيا الميكروويف :
تستخدم شركات الهاتف وصلات الميكروويف لتسهيل الاتصال بين مكاتب السنترال الهاتفي أو على طول طريق مرور رئيسي بين المدن ،ويمكن أن تحمل وصلات الميكروويف المستخدمة في هذه الطرق أكثر من ألف محادثة هاتفية في كل وصلة ،وتشمل الاستخدامات الأخرى لوصلات الميكروويف إعادة تقوية Relaying الإشارات التليفزيونية؛ لتصل إلى المناطق البعيدة والمنعزلة ، وغالبا ما يتم ذلك لتدعيم نظم التليفزيون الكابلي التي تتيح تغطية تليفزيونية للمجتمعات المحلية خارج نطاق محطة التليفزيون التقليدية، كذلك يمكن استخدام وصلات الميكروويف ؛ لتدعيم المرور من استوديوهات التليفزيون إلى نقاط التغذية الرئيسية للأقمار الصناعية أو من وحدات جمع الأخبار المتنقلة ENG من خارج أستديوهات التليفزيون
( حسن عماد مكاوي ،1993 ، 125 : 126) .
تكنولوجيا الألياف الضوئية :
تستخدم الألياف الضوئية في الاتصالات الهاتفية من خلال مد كابلات هذه الألياف في خطوط تحت الأرض ، كما تستخدم في الاتصال بين نقطتين بحيث تنقل كميات ضخمة جدا من المحادثات الهاتفية ، كذلك يمكن استخدام الألياف الضوئية كقنوات لنقل الإشارة التليفزيونية عبر الأقمار الصناعية ، وتتيح الألياف الضوئية حلولا للكثير من المشكلات الناجمة عن استخدام الاتصال السلكي والكابلات المركزية والميكروويف ونظم الاتصال التي تشع بالهوائيات ، كما توفر الألياف الضوئية العزل الكهربائي من نقطة إلي أخرى فهي محصنة ضد تفريع البرق ، وضد التداخل الكهرومغناطيسي والكهروستاتيكي ، كما أنها غير معرضة للتشويش ، وتوفر قدرا عاليا من الأمان عند استخدامها ( حسن عماد مكاوي ، مرجع سابق ، 137 : 138 ) .
تكنولوجيا التليتكست :
هو نظام للنصوص المقروءة عن بعد بواسطة شاشة التليفزيون ، ويقف هذا النظام عند أدني درجات التفاعلية حيث يتحكم المتلقي في نوعية المعلومات التي يريد الحصول عليها والتي يقوم الطرف المرسل بفهرستها بطريقة تتابعيه ؛ بحيث يقوم المتلقي باستدعاء صفحه الفهرس عند بدء التعامل مع الجهاز وذلك عن طريق أداة التحكم عن بعد "Remote control " ، وعن طريق الفهرس الرئيسي يتعرف المشاهد علي الفهارس الفرعية التي تحدد أرقام الصفحات التي توجد عليها المعلومات ، فتجد علي سبيل المثال أن صفحات الأخبار العالمية تحمل رقم (100) بينما حالة الطقس تحمل رقم (140) وأسعار العملة رقم (150) وهكذا إلا أن المتلقي لا يستطيع في هذه الحالـة إضافة إي معلومة أو تعديل النظام بأي شكل من الأشكال ، وتقدم بعض خدمات التليتكست بعض البرامج الأكثر تعقيدا ؛ حيث تقدم بعض المسابقات التي تتعدد فيها درجات الصعوبة ولا يستطيع المتلقي أن يصعد إلي المستوي الأعلى من المسابقة إلا بعد أن يجيب علي المستوي الأدنى بالإجابة الصحيحة إلي أن يصل إلي أقصي درجات الصعوبة من الأسئلة ( حسن حامد ، 1996 ، 22 ) .
الثلاثاء مارس 12, 2019 11:00 am من طرف مراد
» مواد بناء وتشطيب من مصانع الصين لبيتك 008615011961687
الإثنين أغسطس 22, 2016 2:27 pm من طرف دليل الصين
» مواد بناء وتشطيب من مصانع الصين لبيتك 008615011961687
الإثنين أغسطس 22, 2016 2:26 pm من طرف دليل الصين
» أنواع الصحف الحائطية
السبت ديسمبر 12, 2015 9:47 pm من طرف على فتحى
» كيفية عمل صحيفة الحائط
السبت ديسمبر 12, 2015 9:44 pm من طرف على فتحى
» أنواع الصحف المدرسية
السبت ديسمبر 12, 2015 9:41 pm من طرف على فتحى
» كيفية إعداد صحيفة حائط متميزة
السبت ديسمبر 12, 2015 9:29 pm من طرف على فتحى
» نموذج اختبار كادر المعلم ( اعلام تربوى )
السبت ديسمبر 12, 2015 9:21 pm من طرف على فتحى
» الإعلام التربوي
السبت ديسمبر 12, 2015 9:18 pm من طرف على فتحى