يشهد عالمنا المعاصر ثورة تكنولوجية كبري في مجال الثقافة والإعلام ، من خلال تدفق المعلومات عن طريق الأقمار الصناعية والطـرق
السريعة للمعلومات والصحف الإلكترونية ، وما يمكن أن يظهر من أشكال جديدة للاتصال دورا كبيرا في تدفق المعلومات علي نطاق واسع ،
ولأن الإعلام والثقافة وجهان لعملة واحدة والتوأمة بين الإعلام والثقافة هما من حقائق الحياة المعاصرة ( سعد لبيب ، 1996 ، 2 : 3 ) ولـذا
فالوسائل التعليمية لا تقف بالضرورة عند وسائل الإعلام الوطني أو القومي من صحافة وإذاعة وتليفزيون ووكالات أنباء ؛ بل يدخل فيـها
بالضرورة الوسائل الإعلامية العالمية والإقليمية الخارجية التي تستخدم تكنولوجياتها الحديثة لكي تدخل أقطار الوطن العربي ضمن مـجال
انتشارها ؛ حيث أننا أصبحنا نعيش العهد الثالث في مجال الإذاعة ، حيث بدأ العهد الأول بظهور الراديو والعهد الثاني بظهور التليفزيون
ونحن حاليا في العهد الثالث عهد التليفزيون الذي يوزع برامجه بالأقمار الصناعية والأنظمة السلكية . (محمود علم الدين، 1997 ، 27 ) .
هذا وقد شهدت الفترة منذ منتصف الثمانينات وحتى الآن تطورات مهمة في صناعة التليفزيون أثراً علي البرامج في الخدمات التليفزيونية الغربية .
التطور الأول: حصول مصر علي الخدمة الكاملة في شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) .
التطور الثاني: انتشار البث بالأقمار الصناعية بالغة القوة والتي لا تحتاج إلى هوائيات كثيرة تخضع لسيطرة القطاع الخاص .
ولعل هذه التغيرات العميقة في مجال البث التليفزيوني حدثت نتيجة لتطور التكنولوجيا الحديثة في الاتصال ، وانتشار البث المباشر بالأقمار الصناعية ، وانتشار أنظمة التليفزيون السلكية ( الكابلية ) في الدول المتقدمة ، والترويج التجاري المتطور للإنتاج التليفزيوني (نفس المرجع السابق) .
وهو ما يؤكد توقعات أحد خبراء الإعلام العرب أن التليفزيون بشكله التقليدي وكما نعرفه الآن قد يختفي بعد عشرين عاما ، ففي تليفزيون المستقبل توضع خريطة البرامج وفق ما يعتقد أنه مزاج المشاهدين ، كما أن التكنولوجيا الاتصالية المستقبلية تقول أن عصر التليفزيون الحالي قد أشرف علي الانتهاء ، وأنه قد بدأ بالفعل في الولايات المتحدة الأمريكية ولن يتمكن فيه أحد من القيام بنفسه بتحديد رغبات المشاهدين ، بل إن الرأي سيكون للمشاهد وسيطلب من مشاهد المستقبل تحديد البرنامج الذي يريده في الوقت الذي يريده طبقا للنظام المعروف باسم المشاهدة بالدفع (Pay T.V) أو تليفزيون الاشتراك أو الدفع مقابل كل برنامج (محمود علم الدين، 1997 ،29 : 30 ) .
هذا ويعد الاتصال عبر الثقافات من عناصر الثراء الثقافي وهو ما يشهد به مثلا تاريخ الثقافة العربية في مراحل ازدهارها ، حيث نجحت وقتها في التواصل العميق مع الثقافات والحضارات الأخرى المعاصرة ، وهو ما تتيحه في العصر الحاضر تكنولوجيا الاتصال الحديثة التي ألغت المسافات وجعلت العالم كله قرية صغيرة علي حد تعبير مارشال ماكلوهان ، وبات اللحاق بما هو جديد في عالم التكنولوجيات أمرا لا يقدر عليه إلا الذين يملكون أدوات العصر الجديد ويعلمون بقواعده (حسن حامد، 1996 ، 1: 2) وفي نفس الوقت لا يستطيع أحد أن ينعزل عن التطور الذي يحدث في مجال الإعلام والاتصال في العالم فنحن جميعا جزء من هذا العالم ، ولا يمكن لأية دولة أو مجتمع أن يقف في وجه رياح التغيير والثورة التكنولوجية التي تسود العالم ، بل لابد له أن يتعامل معها باعتبارها من حقائق الحياة ( سعد لبيب ، 1996 ) .
وهكذا نمت العلاقة بين التكنولوجيا والنظرية العلمية بطريقة واضحة وأصبح التقدم التكنولوجي أمرا ظاهريا لا مفر منه . ومن هذا المنطق يمكن القول إن هذا العصر هو عصر ثالوث الديمقراطية والمعلومات وتكنولوجيا الاتصال .
ونعني بتكنولوجيا الاتصال " مجمل المعارف والخبرات المتراكمة والمتاحة والأدوات والوسائل المادية في جمع المعلومات وإنتاجها ومعالجتها وتخزينها واسترجاعها ونشرها وتبادلها أي توصيلها إلى الأفراد والمجتمعات" ( محمود علم الدين، 1994 ) وعلي هذا فأن هناك علاقة دينامية بين التطور في تكنولوجيا الاتصال والبيئة الاتصالية في العصر الحديث ، فكلاهما ينبع من الآخر : فالتطور في تكنولوجيا الاتصال ينبع من البيئة الاتصالية فى العصر الحديث والبيئة الاتصالية فى العصر الحديث تنبع من تكنولوجيا الاتصال . إذن التطور في تكنولوجيا الاتصال وما يتبعه من عولمة ثقافية هو السمة الأساسية للبيئة الاتصالية في العصر الحديث .
ويقول العالم الشهير مارشال ماكلوهان " إن تكنولوجيا الاتصال والمعومات الحديثة هي
إحدى الركائز الأساسية لحضارتنا الإنسانية المعاصرة ، وإهمال استخدامها والاستفادة منها ومن إيجابياتها كفيل بأن يقذف بأي مجتمع إلى حضيض التخلف ، وفي نفس الوقت فإن هذه التكنولوجيا قد تستخدم من جانب البعض من أجل تشويه الحقائق والمعلومات ، وتزييف صورة الحياة وبث الأوهام أو المخاوف لتحقيق أهداف عقائدية أو سياسية أو اجتماعية لدولة ما أو لنظام سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي معين (سعد لبيب ، 1996، 4 : 5) .
المبحث الأول
سمات الإعلام في العالم المعاصر :
المبحث الأول: التطور الهائل والمستمر في تكنولوجيا الاتصال الحديثة :
تمهيد:
إن العالم اليوم - بسبب تكنولوجيا الاتصالات الحديثة – يعيش مرحلة جديدة من مراحل تطوره الاتصالي ، هذه المرحلة بدأت في منتصف الثمانينات ومازالت مستمرة حتى الآن ، وتتميز بسمة أساسية وهي المزج بين أكثر من تكنولوجيا اتصالية تمثلها أكثر وسيلة لتحقيق الهدف النهائي وهي توصيل الرسالة الاتصالية ، ويطلق علي التكنولوجيا السائدة أو المميزة لهذه المرحلة التي نعيشها التكنولوجيا التفاعلية Interactive technology أو التكنولوجيا متعددة الوسائط Multimedia Technology (محمود علم الدين ، 1993 ، 132 ) .
مما أدي إلى ظهور خدمات متنوعة ومتعددة لتلبية حاجات الأفراد إلى المعلومات مثل الحاسبات الشخصية المتنقلة ، والأقمار الصناعية ، والاتصال الكابلي ، والميكروويف ، والألياف الضوئية ، والاتصالات الرقمية ، وأدي ذلك إلى ظهور خدمات الاتصال الجديدة مثل التليفزيون الكابلي والتليفزيون عالي القوة ، وكذلك الفيديو كاسيت ، والفيديو ديسك ، والفيديو تكس ، والتليتكست ، والاتصال المباشر بقواعد البيانات ، وعقد المؤتمرات عن بُعد ، والبريد الإلكتروني ، وما إلى غير ذلك . وعلي هذا فإن كافة المستحدثات التي أفرزتها تكنولوجيا الاتصال إنما تنطلق من خلال تكنولوجيا الحاسب الإلكترونى الآلي ، وتكنولوجيا الأقمار الصناعية ؛ غير أن بيئة الاتصالات اليوم تتسم بالمنجزات المستمرة والسريعة التطور لكل من تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات معاً (نفس المرجع السابق)
وعلي هذا فأننا نمر الآن ببداية عصر جديد يسمي بعصر الفضاء ، أو عصر المعلوماتية أو عصر الإنترنت ، حيث أحرز العالم تقدما جبارا في ميادين استخدام الأقمار الصناعية في حمل القنوات الفضائية العاملة في ميدان البث الإذاعى والتليفزيوني ، كما تصاحب ذلك منجزات التقدم العلمي والتكنولوجي في ميدان تجميع المعلومات والاحتفاظ بها في أقل حيز ممكن ، وإقبال جماهير عريضة في مختلف أنحاء العالم علي الاستعانة بشبكة الإنترنت التي تجيب في أقصر وقت ممكن علي أي سؤال أو استفسار (المجالس القومية المتخصصة، 1998 : 1999 ، 35) .
أولاً : القنوات التليفزيونية باستخدام تكنولوجيا الاتصال الحديثة :
أحدثت الثورة المعاصرة في تكنولوجيا الاتصال طفرة هائلة في ظاهرة الإعلام الدولي أو عالمية الاتصال ، بحيث أصبح التعرض لوسائل الاتصال الدولية أو عبر الوطنية جزءا من نسيج الحياة اليومية للمواطن ( محمود علم الدين ، 1997 ) وفي ظل تزايد المساحة الزمنية لإرسال هذه القنوات بما فيها القنوات الفضائية المحملة علي النايل سات والمتخصصة مثل قنوات الطفل والأسرة والنيل للدراما والقناة التعليمية والثقافية ، ولأن الإنتاج البرامجي المحلي لا يكفي لتغطية فترات الإرسال فقد تم إنشاء مدينة الإنتاج الإعلامى في مدينة السادس من أكتوبر ، وتضم أربعة عشر أستوديو تسجيلات متطورة بالإضافة إلى مناطق التطوير الخارجي ، وسيتيح ذلك الفرصة كاملة لتزويد التليفزيونات العربية وشبكات الفضاء العربية بما تحتاجه من برامج ، ففي الفضاء الآن حوالي 14 قناة فضائية عربية ، وهناك حاجة ماسة إلى 10 آلاف ساعة لتغطية المساحة الزمنية للشبكات الفضائية العربية من الإنتاج المتميز ، ومدينة الإنتاج ستوفر من 3 آلاف ساعة إلى 7 آلاف ساعة ، ومن هنا يتم التغطية عن طريق إما تكرار أو إعادة إذاعة برامجها وأفلامها ومسلسلاتها ؛ نظرا لقلة الإنتاج أو الاستعانة بالإنتاج الأجنبى وبصفة خاصة الإنتاج الأمريكى
(عبد المجيد شكري ، 1996 ، 26 : 27) .
هذا من ناحية ومن ناحية أخري أضفت الثورة المعاصرة في تكنولوجيا الاتصال طابعا دوليا علي كافة وسائل الإعلام الجماهيرية ، بحيث أصبح من الصعوبة بمكان التفرقة بين ما هو إعلام وطني وما هو إعلام دولي ، فالإعلام الوطني الذي ينتجه مجتمع ما لمواطنيه قد أصبح له شكل من الأشكال مقصودا أو غير مقصودا بعد دوليا ، فالبرامج التي تبثها محطات التليفزيون في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي وكندا أو اليابان ودول غرب أوربا ، والتي أعدت من الأساس لجمهورها المحلي وأصبحت تشاهد عبر الأقمار الصناعية في أنحاء متفرقة من العالم وقد اكتسبت بذلك بعدا دوليا لم تسع إليه أصلا . ولكن تطور تكنولوجيا الاتصال جعل ذلك ممكنا (محمود علم الدين، 1994) ومن هنا فإن هذه القنوات المحلية فقدت محليتها لأن هذه القنوات تكنولوجيا يتم مشاهدتها خارج حدودها الوطنية ونطاقها المحلي ، وهو ما يؤكد أن وسائل الاتصال الجماهيرية أصبحت تتسم بالطابع الدولي أو العالمى Global نتيجة التغيرات الكبيرة في طبيعة شبكات الاتصال المحلية التقليدية الناتجة عن تكنولوجيا الاتصال الحديثة .
هذا وقد أخذ نظام التوزيع والبث باستخدام الكوابل ينتشر في العالم ، وهو نظام يتيح استقبال اكثر من مائة قناة تليفزيونية في المنازل ، ورافقه نظام شبيه للتوزيع يسمي "الكيبل اللاسلكي" لا يستلزم حفراً أو مداً لشبكة الأسلاك بل يعتمد علي الإرسال عبر الميكرويف لعدد من القنوات يصل الآن إلى حوالي (18) قناة تأتي من الأقمار الصناعية ، أو من الشبكات الأرضية ولابد أنها ستزيد في المستقبل (سعد لبيب ، 1996، 42 ) .
ويتزامن مع هذا التطور استخدام شبكات الألياف الضوئية بديلا عن الأسلاك النحاسية ، وهي تستطيع حمل أكثر من مائة قناة تليفزيونية في وقت واحد إلى المشتركين ، وبدرجة عالية من وضوح الصوت والصورة ( نفس المرجع السابق ) .
ولذا فإن هذا التقدم التكنولوجي الجديد في دول الغرب المتقدم ترتب عليه تطوراً ثقافياً واجتماعيا يتحرك من خلال آليات اجتماعية وثقافية وتربوية حديثة مواتية ومتوازية ؛ لإقامة نظام إعلامي ثقافي يحقق العديد من المكاسب السياسية والاقتصادية ولخدمة أيديولوجية الدول الكبرى الصناعية المتقدمة ( نسمة البطريق ، 1996 ، 65 ) .
ولذا فان الثورة المعاصرة في تكنولوجيا الاتصال تكون قد أحدثت طفرة هائلة في ظاهرة الإعلام الدولي أو عالمية الاتصال ، بحيث أصبح التعرض لوسائل الاتصال الدولية أو عبر الوطنية جزءا من نسيج الحياة اليومية للمواطن (محمود علم الدين، 1994) .
ومع اقترابنا من القرن الحادي والعشرين ظهرت إلى الوجود العديد من التعبيرات التي لم تكن مستخدمة من قبل لوصف هذا العصر ، فمن قال بأنه عصر الفضاء ، ويقول عنه آخرون بأنه عصر المعلومات أو العصر الإلكترونى . وقد اسماه عالم الاجتماع "دانيل بل" عصر ما بعد الصناعة بينما وصفه "مارشال ماكلوهان" بأنه عصر القرية الكونية وقال عنه عالم المستقبليات "ألفين توفلر" إنه عصر الموجة الثالثة التي ترث عصري الزراعة والصناعة ( حسن حامد ، 1996 ، 74 : 75 ) .
وبغض النظر عن هذه المسميات العديدة فإن الشيء المؤكد أن العصر الحالي مرتبط ارتباطا وثيقا بمجال الاتصالات والمعلومات ، فهو ولا شك العصر الذي تحقق فيه نقل المعلومات من أحد أطراف المعمورة إلى طرفها الأقصى الآخر بسرعة وكفاءة .
وعلي هذا فان السمة الأساسية للبيئة الاتصالية في العصر الحديث تنبع بالدرجة الأولي من التطور الهائل والمستمر في تكنولوجيا الاتصال والأقمار الصناعية ، والاتصالات التي كانت لا تتسع لأكثر من عدد محدود من القنوات القمرية - ربما يتجاوز العشرين إلا قليلاً - زادت قدرتها إلى ثلاثة أو أربعة أضعاف ، وسيزيد عددها مرة أخري باستخدام نظام " الإشارات الرقمية المضغوطة " الذي يتيح بث أكثر من برنامج تليفزيوني علي القناة القمرية الواحدة يصل إلى ثمانية برامج في نفس الوقت ، ويرافق هذا زيادة قوة الإشارة الصادرة عنها مع تطور هوائيات الاستقبال الفضائية ، بحيث أصبح من الممكن التقاط الإشارات الصادرة عن الأقمار بهوائيات صغيرة الحجم رخيصة التكلفة (سعد لبيب،1996،9) .
ولذا فقد اتسم العصر الراهن بثورة تكنولوجية ومعلوماتية عابرة للقارات وثورة معرفية نقالة لا تعرف الحدود ، وتقنية فائقة الدقة في الاتصالات أنه عصر الكلمة والصورة القادرتين علي تطويع العقول وتخدير الشعوب (أحمد مجدي حجازي، 2000 ، 1) .
وإذا كنا قد بدأنا الحديث عن القنوات التليفزيونية باستخدام تكنولوجيا الاتصال الحديثة فإن ذلك يرجع إلى سببين :
(1) هو أن هذا النظام في بث أو توزيع الإشارات قد وضع في خدمة وكالات الأنباء التي تخدم وسائل الإعلام المختلفة ، كما أن وكالات الأنباء الكبرى بدأت في السنوات الأخيرة في استخدام الاتصالات الفضائية سواء في تلقي الأنباء أو توزيعها ، بل إن الفوارق ذابت بين وكالات الأنباء التي تعتمد علي الكلمة المطبوعة أو المرئية أو المسموعة ، كما إن كل وسيلة من هذه الوسائل أصبح كذلك مصدرا من مصادر أخبار الوسائل الأخرى.
(2) هو أن التليفزيون وقنواته الفضائية أو الأرضية أصبح من أهم مصادر المعلومات لدي المواطنين في الدول المتقدمة وفي معظم الدول العربية ، بل إنه يعد في كثير من الحالات المصدر الأول للمعلومات والمعرفة الأمر الذي زاد من تأثيره ، ثم إن ما يقدمه من مواد إعلامية تتشابه إلى حد كبير مع ما يقدم من الصحافة المطبوعة بل إنها أصبحت تسمي الصحافة الإذاعية أو التليفزيونية ، ولهذا كان التركيز علي الصحافة التليفزيونية بالدرجة الأولي دون إغفال لغيرها من وسائل الإعلام بالنظر إلى سعة انتشارها واعتمادها علي الأشكال والأنماط الصحفية الأخرى ، واستخدامها لأحدث أنواع تكنولوجيا الاتصال المتمثلة فى الأقمار الصناعية ونظم المعلومات ، بحيث يمكن أن نسميها الصحافة الشاملة ( سعد لبيب ، 1996 ، 42 : 43 ) والحق أن الصحافة التليفزيونية استطاعت بفضل استخدام التكنولوجيا الحديثة أن تلغي أهم عقبتين العمل في الصحافة المطبوعة وهما عنصرا الزمان والمكان ، فالصحافة التليفزيونية أصبحت "صحافة آنية" تستطيع أن تنقل الخبر في لحظة وقوعه إلى المشاهدين دون انتظار لإعداد أو طباعة أو توزيع كما تستطيع أن تصل إلى أي مكان في الدنيا تنقل منه ما يجري من أحداث وتنقلها أيضا إلى أي مكان في العالم . فلم يعد يدخل في حساباتها " لا المسافة ولا الوقت " ولكن الوضع أصبح أكثر تعقيدا الآن ، لأن النظام الإعلامي الحديث في ضوء تلك السياسة الإعلامية والتي تدور حول مبدأ التقدم التكنولوجي والعلمي ويمثلها القنوات الفضائية للاتصال ، أو قنوات الفضاء لا يحقق الأخذ والعطاء الثقافي أي التواصل الفكري والثقافي ، لأن العلاقة منذ البداية هي علاقة غير متوازنة فالعلم والتكنولوجيا والبحث العلمي أصبحت من عناصر الثقافة الحديثة ، وعدم امتلاك العلم والتكنولوجيا والصناعة والاضطرار إلى استرادها قد ينال مبدئيا من الكيان الوطني ، وذلك لعدم القدرة علي الإنتاج الثقافي بالمواصفات العالمية الحديثة فتكون في هذه الحالة في موقف التبعية تبعية الثقافة والعلم وإعلام الدول المالكة للتقنيات والصناعة والتكنولوجيا ، فصناعة الثقافة والإعلام هي من الأدوات الحديثة لغزو واختراق الشعوب فهي السلاح الحديث الجذاب والسلمي ( نسمة البطريق ، 1996 ، 68 ) .
وعلي هذا فقد ترتب علي استخدام تكنولوجيا الاتصال الفضائي في التليفزيون مجموعة كبيرة من النتائج ونحن هنا نتحدث عن الظاهرة في إطارها العلمي وأهمها
الثلاثاء مارس 12, 2019 11:00 am من طرف مراد
» مواد بناء وتشطيب من مصانع الصين لبيتك 008615011961687
الإثنين أغسطس 22, 2016 2:27 pm من طرف دليل الصين
» مواد بناء وتشطيب من مصانع الصين لبيتك 008615011961687
الإثنين أغسطس 22, 2016 2:26 pm من طرف دليل الصين
» أنواع الصحف الحائطية
السبت ديسمبر 12, 2015 9:47 pm من طرف على فتحى
» كيفية عمل صحيفة الحائط
السبت ديسمبر 12, 2015 9:44 pm من طرف على فتحى
» أنواع الصحف المدرسية
السبت ديسمبر 12, 2015 9:41 pm من طرف على فتحى
» كيفية إعداد صحيفة حائط متميزة
السبت ديسمبر 12, 2015 9:29 pm من طرف على فتحى
» نموذج اختبار كادر المعلم ( اعلام تربوى )
السبت ديسمبر 12, 2015 9:21 pm من طرف على فتحى
» الإعلام التربوي
السبت ديسمبر 12, 2015 9:18 pm من طرف على فتحى